الرعي في الغابات

تتكون الغابات التابعة للصندوق القومي الإسرائيلي من أصناف منوعة من الأشجار وبينها مساحات من النباتات العشبية المختلفة. عندما تجف مسطحات الأعشاب في فصل الصيف فإنها قد تكون فتيلاً لإشعال الحرائق القاتلة في الغابة. الرعي في مسطحات المراعي في الغابات يُقلل كمية النباتات العشبية الجافة وبذلك يقلّص خطر اشتعال الغابة في فصل الصيف وبموازاة ذلك يزوّد كميات كبيرة من المراعي لقطعان الحيوانات.

أهمية الرعي في الغابات

رعي قطعان الضأن مهمة جداً وتساعد الصندوق القومي الإسرائيلي في إدارة الغابات.

تأكل الأغنام العشبَ الأخضر خلال الأشهر شباط حتى حزيران، وتساهم بذلك في تقليل كمية الأعشاب الجافة التي تتبقى في أشهر الصيف الحارة.

تقليص كمية الأعشاب يقلل خطر اندلاع الحرائق في الغابة.

الرعي بكمية ملائمة يشجّع إزهار شقائق النعمان ويُثري التنوّع البيولوجي في الغابة.

الرعي الموسمي في الغابات يزود القطعان بغذاء منوع ويوفّر تكاليف التغذية لأصحاب القطيع

يُرجى من الراغبين في العمل في مجال الرعي في الغابات التوجّه إلى مكاتب الصندوق القومي الإسرائيلي المعني بالأمر

فيما يلي معلومات مفصّلة عن الجوانب المختلفة لأهمية الرعي في الغابات:
رعي الأغنام في النقب. تصوير: آڤي هيرشفلد

الرعي كوسيلة لتقليل الحرائق

تتكون الغابات التابعة للصندوق القومي الإسرائيلي من أصناف منوعة من الأشجار وبينها مساحات من النباتات العشبية المختلفة. عندما تجف مسطحات الأعشاب في فصل الصيف فإنها قد تكون فتيلاً لإشعال الحرائق القاتلة في الغابة. الرعي في مسطحات المراعي في الغابات يُقلل كمية النباتات العشبية الجافة وبذلك يقلّص خطر اشتعال الغابة في فصل الصيف وبموازاة ذلك يزوّد كميات كبيرة من المراعي لقطعان الحيوانات.

تبدأ حرائق الغابة من النباتات القصيرة (أوراق، أغصان، أعشاب) وانتشارها إلى قمة الغابة يعتمد على تسلسل وجود مواد قابلة للاشتعال من أسفل الغابة حتى علوّها. الرعي الصحيح الذي يقضي على النباتات القصيرة والأغصان السفلية يقلّص بشكل ملموس عدد الحرائق وحجمها.

تأثيرات أخرى للرعي في الغابة

1. خلق منظر طبيعي مرغوب فيه او الحفاظ على منظر قائم

يغيّر الرعي في الغابة وفي الحرش الذي ينمو بداخلها المنظر الطبيعي للنباتات بشكل ملموس. إنه يفتح النباتات المتشابكة، يُزيل الأغصان المنخفضة، يمنح الشجيرات العالية شكل شجرة على جذع، أو جذوع، ويحافظ على "خط الرعي" الذي يُسهّل الحركة في الغابة.

2. الحفاظ على الموارد الطبيعية والغابة والتراث

غالبية الموارد الطبيعية في غابات إسرائيل اليوم كانت قائمة على مدى أجيال وجرى فيها رعي قطعان تقليدية مختلطة، بنشاط كبير من الرعي في بعض الأحيان.
لذلك الرعي الذي يتم تخطيطه بشكل مدروس يضمن الحفاظ على هذه الموارد الطبيعية، وهي مهمة ليست بصعبة. توسيع أهداف الغابة بحيث تشمل الحفاظ على مواقع التراث، المسطحات القديمة، البقايا الأثرية المثيرة للاهتمام، موائل طبيعية مميزة، مجموعات من النباتات النادرة، كل ذلك قد يُلزم في بعض الأحيان اتخاذ خطوات وقائية خاصة. يجب على مسؤول الغابات الذي يُدير مرافق الغابة أن يدرك الموارد الحساسة لعملية الرعي في الغابة، والاهتمام بالحفاظ على تلك الموارد في حال كانت مُعرضة للضرر بسبب الرعي.

3. الحفاظ على نباتات وموائل منوعة

التنوّع البيولوجي في غابات الصنوبر والسرو الكثيفة ليس كبيراً بشكل خاص، ولكن يوجد في بعض الأحيان تركيز من الإزهار المذهل لنبتة قرن الغزال وشقائق النعمان وأصناف أخرى. الرعي عادة يزيد التنوّع البيولوجي ويشجّع على نمو أصناف من النباتات الأرضية لأنها غير مُحبذة من قبل الرعي الذي يقلل كمية الأعشاب الكثيفة التي تنافس النباتات الأرضية المُزهرة. في بعض الأحيان، كما هو الأمر في الغابات التي تحوي مسطحات متواصلة من زهرة قرن الغزال، لا توجد مراعي كثيرة ولذلك أيضاً من المفضل ألا يتم فيها الرعي.
أبقار ترعى في الغابة. تصوير: داڤيد أڤلغون

4. ترفيه، تربية، سياحة، متنزّهات

مواقع للترفيه والتنزّه والتربية والبحث العلمي في الغابة قد تتضرر من تواجد حيوانات في الغابة. المكاره من الرائحة، البراز، الذباب، الأضرار التي تصيب المنظر الطبيعية مثل الأقفاص والسياج، كل ذلك يمسّ بالأهداف العامة الجماهيرية ويجب التأكد من تطبيق أنظمة تُبعد الحيوانات من المواقع والمناطق الحساسة. من جهة أخرى، الرعي نفسه قد يشكّل عنصراً تربوياً ومثيراً يعرض أمام الجمهور التأثيرات الإياجابية والسلبية للحيوانات على المنظر الطبيعي والنباتات.

إدارة الرعي

1. تنظيم الرعي في الغابات

يتم تنظيم الرعي في الغابات بالتنسيق بين الصندوق القومي الإسرائيلي، دائرة اراضي إسرائيل، الدوريات الخضراء، وزارة الزراعة، وفي بعض الأحيان سلطة المراعي. الرعي مشروط بتصريح يتم الحصول عليه من الصندوق القومي الإسرائيلي بعد التنسيق مع الجهات المذكورة اعلاه.

2. الرعي والمسؤول عن الغابة

مميزات الغابة وأهدافها هي الأساس لتحديد إدارة سليمة للغابة. يجب على المسؤول عن الغابة ان يحدد بشكل مدروس أنظمة الرعي والتي تشمل عدد ونوع الحيوانات التي ترعى في الغابة، الفترة الزمنية التي يتم الرعي خلالها، الموسم الذي يتم الرعي فيه، وبشكل محدد من أي تاريخ حتى أي تاريخ. بالإضافة غلى ذلك، يجب على المسؤول عن الغابة أن يأخذ بعين الاعتبار تأثير الرعي على تكامل أشجار الغابة وكذلك توجيه الرعي باتجاه تقليص الكمية العشبية القابلة للاشتعال في الأماكن الحساسة.

3. تضارب المصالح

إدارة سليمة ومُتفق عليها مع أصحاب القطعان تستطيع أن تسد غالبية احتياجات أصحاب القطعان والمسؤولين عن الغابة في ذات الوقت. مع ذلك، توجد أحياناً بعض الحالات من تضارب المصالح بين اصحاب القطعان الذين يعتاشون من الرعي ومعنيون باستعمال المرعى بشكل كامل وبحرية تامة، وبين المسؤولين عن الغابات والمتنزّهين الذين يتعاملون مع رعي الحيوانات الأليفة في الغابات على أنه يُلحق ضرراً أو يُزعج. من المحبذ فحص شدة تضارب المصالح وإمكانية ضبطه.
الماعز ترعى في غابة عميناداڤ. تصوير: داڤيد أڤلغون

4. قدرة تحمّل الغابة

تحديد عدد الحيوانات التي لن تضر بالغابة ولكنها ستجد مراعي كافية لاحتياجاتها، هذا يتطلب معرفة مهنية للوضع المُركّب للغابة. تم تطوير طريقة لتحديد قدرة التحمّل القصوى لغابات الصندوق القومي الإسرائيلي، والتي تعتمد على معطيات جَرد الغابات. تم إعداد خرائط تشير إلى قدرة تحمّل كل مقطع في الغابة بشكل خاص، ومربعات المراعي بشكل عام. تم وضع خرائط قدرة تحمّل الغابة بشكل منفصل للأبقار والخراف من جهة والماعز من جهة أخرى. يمكن لهذه الخرائط ان تساعد مسؤول الغابات عند إقباله على تحديد موقع الرعي في الغابة ومستوى الرعي المسموح به في المناطق المختلفة من الغابة.

5. موسم الرعي

تم تحديد بداية موسم الخضار في المرعى بواسطة قياس انتشار الأمطار. تتحدد بداية موسم الرعي في الغابات من قبل المسؤولين عن الرعي في الغابة وعادة بعد إجراء جولة في المكان. الأبقار والأغنام ترعى عادة في الغابة بالأساس في موسم الخضار وبداية فصل الصيف. فيما بعد، تخرج للرعي حيث تتواجد شجيرات أو في مراعي بديلة. . يمكن للماعز الاستفادة من الغطاء النباتي في المنطقة المنخفضة من الغابة حتى خلال فصل الصيف أيضاً، لذلك من الممكن إطالة موسم رعي الماعز حتى فصل الخريف على الأقل.

6. مراقبة تأثير الرعي

تتطلب المحافظة على جودة الغابة بيانات عن حالتها، وفي هذه الحالة، بعد موسم الرعي. هل كانت إدارة الرعي صحيحة؟ هل كان هناك أي ضرر في الغابة؟ هل يجب تغيير إدارة الرعي؟ تم اقتراح طريقة مراقبة بسيطة تمكّن المسؤول عن الغابة من تحسين إدارة الرعي في الغابة وإنشاء قاعدة بيانات ستساهم في هدف ضمان استدامة الغابات.

حملات خاصة

1. غابات حديثة

في الغابات التي تم غرسها حديثاً تكون الأشجار صغيرة وحساسة للأضرار والدوس عليها والرعي. لذلك، من المتبّع عدم السماح بالرعي في الغابات الحديثة التي تم غرسها منذ أقل من 5 سنوات أو في الغابات التي لم تصل أشجارها إلى ارتفاع مترين اثنين على الأقل بعد.

2. غابات متجددة

في الموسم الذي يلي حريقاً في الغابة، قد يحدث تجدّد طبيعي لأشجار الغابة التي تنبت وتنمو. عندما يكون الإنبات ضئيلًا، يمكن أن تكون ممارسات الرعي هي نفسها ممارسات الرعي في الغابات الشابة. ولكن هناك حالات تكون فيها كثافة التجديد عالية جدًا، بحيث تتجاوز كثيرًا المستوى المرغوب فيه في غابة متجددة. في مثل هذه الحالات، يمكن أن يكون الرعي وسيلة فعالة لتخفيف التجدد.

3. تجدد في الحرش

عندما يكون أحد أهداف إدارة الحرش في الغابة (أو خارجها) هو تشجيع إنبات براعم أشجار الأحراش، ينشأ الخوف من تأثيرات الرعي على بقاء براعم أشجار الحرش. لا يوجد أي أساس للقلق من أن يبقى الحرش على مدى أجيال في ظل الرعي الكثيف من قبل القطعان المختلطة التي تشمل الماعز والأغنام والأبقار والحيوانات الأليفة الأخرى. بسبب العمر الطويل لغالبية اصناف نباتات الأحراش، فإن الحرش المستدام لا يحتاج إلى توطين نباتات شابة كل سنة. الحالات النادرة التي تكون فيها خشية من أن يلحق الرعي ضرراً بالحرش ويهدد وجوده، يجب تقليص أو منع الرعي في الأماكن الحساسة. تضررت اشجار الحرش في الماضي بالأساس بسبب قطع زائد للأشجار أكثر من الرعي الزائد.