الصندوق القومي الإسرائيلي (كاكال) – بطاقة هوية

تأسس الصندوق القومي الإسرائيلي عام 1901، ومنذ ذلك الحين يعمل كذراع تنفيذية للصهيونية. بإسم الشعب اليهودي اشترى الصندوق القومي الإسرائيلي نحو 2.3 مليون دونم من الأرض، هيأ اراض للزراعة، أقام بلدات على الاراضي ووضع أسس إقامة دولة إسرائيل. يعمل الصندوق القومي الإسرائيلي على تطوير مستدام للبلاد، من الناحية البيئية والاجتماعية، والحفاظ على الموارد البيئية في الدولة من أجل الأجيال القادمة.

الغابة وغرس الأشجار

بحكم كون الصندوق القومي الإسرائيلي الهيئة المسؤولة عن الغابات في الدولة، فإنه زرع ويعتني في العقد الثاني من القرن الحادي والعشرين، بنحو مليون دونم من الغابات، 400 ألف دونم من الحرش الطبيعي ، و 400 ألف دونم آخر من مساحات المراعي. البرامج الرئيسية التي يطورها الصندوق القومي الإسرائيلي لكل غابة تعزز مكانة الغابات وتمنح الغابات القائمة والمستقبلية حماية مؤسساتية من تداعيات التطور.

الصندوق القومي الإسرائيلي يغيّر التعامل مع إدارة الغابة. يصبو إلى إدارة المنطقة وليس الأشجار التي تنمو فيها، والتدخل أقل ما يمكن في حياة الغابة، بناء على الهدف الذي حُدد لها. هكذا على سبيل المثال، لا نسرع في غرس الأشجار بدلاً من غابة احترقت، وإنما نفحص قدرة المنطقة على التجدد الطبيعي. الغابات القديمة التي زرعها الصندوق القومي الإسرائيلي تُخلي مكانها بالتدريج لجيل جديد من الغابات. الغابة المستقبلية في إسرائيل ستكون نتاجاً يعتمد على ابحاث علمية، على أشجار من مصادر نباتية متميزة وملائمة لبيئتها، وعلى مراقبة وإدارة ملائمة لأهداف الغابة.
تصوير: أرشيف الصور التابعة إلى الصندوق القومي الإسرائيلي
يزرع الصندوق القومي الإسرائيلي أشجاراً شمالية تُستخدم مرعى للنحل وكذلك غابات لغايات أمنية تحجب البلدات المحيطة بقطاع غزة عن أعين العدو في القطاع. الغابات الصحراوية التابعة للصندوق القومي الإسرائيلي (كاكال) تضفي لوناً اخضراً مميزاً. يكرّس الصندوق القومي الإسرائيلي عناية خاصة لمكافحة التصحّر، وهي عملية مُدمّرة تحوّل الأراضي الخصبة المُثمرة إلى أراض قاحلة بسبب فلاحة غير صحيحة واستغلال فائض وتغييرات في الإقليم والمناخ. اكتسب الصندوق القومي الإسرائيلي تجربة كبيرة في عكس مسار الإجراء البيئي ورفع خصوبة الأراضي الضحلة من أجل رفاه الإنسان والطبيعة في آن واحد.

تؤدي التغييرات في الإقليم إلى زيادة في عدد الحرائق وقوتها في جميع أنحاء العالم. تندلع كل سنة مئات الحرائق في الغابات التابعة للصندوق القومي الإسرائيلي، سواء بسبب إهمال المتنزّهين أو بسبب الحرق المُتعمّد. الجمهور لا يسمع عن غالبية هذه الحرائق، لأن منظومة الإنذار والإطفاء التابعة للصندوق القومي الإسرائيلي تهتم بإطفاء الحريق قبل ان يتسبب بأضرار كبيرة. تشمل هذه المنظومة أبراجاً للمراقبة وطاقماً من "مركبات الغابة" – وهي سيارات إطفاء صغيرة الحجم ذات قدرة كبيرة على العبور في طرق الغابة. كما أن الصندوق القومي الإسرائيلي طوّر توجهه لترميم الغابات التي تضررت جراء النار حيث يعتمد هذا التوجّه بالأساس على عمليات تجديد طبيعية للمنظومة البيئية.

المياه والزراعة

مصادر الطبيعية للمياه في إسرائيل لا تستطيع سد احتياجات الزراعة والصناعة والمجتمع المتزايدة باستمرار. بالإضافة إلى ذلك، ازدادت الحاجة للعناية بمياه الصرف الصحي وإيقاف جريانها إلى الأودية والبحر. الحل الذي وجد لهذه المشكلة هو معالجة مياه الصرف الصحي لتصبح صالحة لإعادة استعمالها. ولكي يتمكن ذلك هناك حاجة لخزانات تجميع المياه. بنى الصندوق القومي الإسرائيلي حتى الآن نحو 230 خزان ماء حيث تستوعب المياه العادمة ومياة فيضان الأودية التي كانت ستُهدر لو لم يتم جمعها. تزوّد مُجمّعات المياه هذه كميات يسيرة من الماء وبسعر زهيد للمزارعين، وتستوعب المياه العادمة التي كان من الممكن أن تُلحق الضرر بالأودية والمياه الجوفية وتُخرج المياه الصالحة للاستعمال البيتي.

الصندوق القومي الإسرائيلي شريك في مديرية ترميم أودية إسرائيل ويعمل على ترميم الأودية وضفافها. الأحواض الخضراء في اليركون، على سبيل المثال، تحسّن جودة مياه الصرف من مصب هود هشارون وكفار سابا. تتدفق المياه النقية إلى نهر اليركون وتعيد إحياء قناة الوادي.
تصوير: أرشيف الصور التابعة إلى الصندوق القومي الإسرائيلي
ترك المزارعون في سهل الحولة آلاف الدنمات من أرض الخُث التي أصابها الجفاف. حفر الصندوق القومي الإسرائيلي في إطار مشروع الحولة قنوات طولها الإجمالي 90 كم وأصلح الوضع. تمكّن القنوات من السيطرة على مستوى رطوبة تربة الخُث وبالتالي إعادة زراعتها من جديد. كما يمنع المشروع ايضاً جريان فائض الأسمدة ومواد الإبادة تحت الأرض من سهل الحولة إلى بحيرة طبرية ويساعد في الحفاظ على جودة مياه البحيرة. البحيرة الصغيرة التي شكَلها الصندوق القومي الإسرائيلي في سهل الحولة تُعتبر ملجأ للطيور المائية وأصبحت أحد أهم المواقع الطبيعية في إسرائيل.

مشروع تجريبي حديث في مجال المياه اندمج فيه الصندوق القومي الإسرائيلي هو "البيوفلتر". إنها منظومة بسيطة ولكنها عصرية تُطهّر مياه الأمطار التي تتجمّع في شوارع المدن بوسائل بيولوجية تُدخلها إلى داخل الأرض وترفع منسوب المياه الجوفية. يمكن ضخ المياه واستعمالها لرَي نباتات الزينة في البلدات.

العلوم والبيئة

بصفته منظمة مهنية لغرس الغابات، فإن الصندوق القومي الإسرائيلي يصبو إلى دراسة وبحث وفهم العمليات البيئية طويلة الأمد التي تحدث في الغابة. من أجل ذلك، يُفعّل الصندوق القومي الإسرائيلي محطات للأبحاث العلمية طويلة الأمد في غابات مُختارة من بينها غابة يتير، غابة القديسين هكدوشيم، متنزّه دورية شاكيد، غابة دودائي ووادي السنط هشيطا.

يُفحص في محطات الأبحاث العلمية وعلى مدى فترة زمنية متواصلة، تأثير الخطوات التي تقوم بها الإدارة على مرفق المياه في الغابة، تطور النبات والعلاقة بين مميزات النبات في الغابة وبين التنوع البيولوجي الموجود فيها، وتجرى خدمات الأبحاث العلمية بالتعاون مع خيرة الباحثين في المؤسسات الأكاديمية في إسرائيل. اكتشف علماء معهد فايتسمان، برئاسة البروفيسور دان يكير، في غابة يتير التي زُرعت على حافة الصحراء، أن الغابات التي تنمو في إسرائيل في المناطق شبه القاحلة تعمل على إصلاح غاز الدفيئة ثاني أكسيد الكربون بمعدل مماثل للغابات التي تنمو في مناطق أكثر رطوبة بكثير.
تصوير: أرشيف الصور التابعة إلى الصندوق القومي الإسرائيلي
يعمل المسؤولون عن الغابات في الصندوق القومي الإسرائيلي أيضاً على إيجاد أعداء طبيعيين لعوامل الأضرار على الغابة، وحققوا نجاحاً كبيراً في مكافحة الحشرات بطريقة بيولوجية لمكافحة العفص الذي يصيب شجر الكينا الاوكليبتوس، حشرة ضارة تسببت بأضرار اقتصادية هائلة في أنحاء العالم.

يعنى الصندوق القومي الإسرائيلي أيضاً بالأبحاث التطبيقية لتجميع الطاقة المتجددة واستغلال مساحات مجمعات المياه كبنية تحتية لوضع منشآت لإنتاج الطاقة الشمسية. يتعاون الصندوق القومي الإسرائيلي مع هيئات الاتحاد الدولي للمناطق القاحلة، (USFS) هيئات دولية مثل الخدمة الأمريكية للغابة (IUFRO) واتحاد منظمات الأبحاث العلمية عن الغابة (IALC).

التربية والشبيبة

وحدة التربية والتعليم والمجتمع في الصندوق القومي الإسرائيلي وضعت نصب أعينها هدفاً ألا وهو التربية على حب إسرائيل وحب البلاد والأرض، وربط العلاقة بين جمهور المُربين والمرشدين مع الهوية اليهودية والقيم الصهيونية، الغابة والحفاظ على الموارد الطبيعية.

تطور الوحدة منظومات إرشاد لنقل هذه القيم بطرق مثيرة، مُثرية وممتعة. يُفعّل الصندوق القومي الإسرائيلي في هذا الإطار برامج تربوية خاصة في أطر التعليم المنهجي في المدارس وفي التعليم اللامنهجي – حركات الشبيبة، المراكز الجماهيرية، سنة الخدمة المدنية وما شابه. تشمل هذه البرامج التربية والتعليم والتمكين في الضواحي، جولات رحلات في إطار دورات الجولات، تفعيل دورية اربوية، ألعاب توجيه ورزم تعليمية ومواد تربوية.
تصوير: أرشيف الصور التابعة إلى الصندوق القومي الإسرائيلي
تفعّل الوحدة مراكز ميدانية غابة مراكز أحراش ميدانية تعرض إمكانيات مبيت، جولات وبرامج تربوية. تتواجد المراكز الميدانية في غابة تسيبوري، غابة لفي، شوني، نس هريم، ويتير.

تنظّم الوحدة برامج خاصة للشبيبة اليهودية من خارج البلاد، سواء في مجتمعاتهم أو للمجموعات من خارج البلاد التي تأتي لزيارة إسرائيل.

أوقات الفراغ والترفيه

يعتبر الصندوق القومي الإسرائيلي الغابات مورداً اجتماعياً هاماً. بحكم كونه مخلصاً لهذا التوجه، يفتح الصندوق القومي الإسرائيلي الغابات أمام الجمهور ويطوّر فيها بنية تحتية للسياحة البيئية والاستجمام في أحضان الطبيعة.

هيّا الصندوق القومي الإسرائيلي في الغابات التابعة له نحو ألف موقف تخييم للترفيه، والتي تستوعب خلال السنة ملايين الزوار. يُشير الصندوق القومي الإسرائيلي في الغابات إلى مسارات للتنزّه سيراً على الأقدام أو على الدراجات الهوائية، يبني مطلات أمام اامناظر الطبيعية، يرعى مواقع تراث ويقيم شبكة مواقع لمراقبة الطيور ومخابئ لمشاهدتها.

ينظّم الصندوق القومي الإسرائيلي فعاليات وجولات مع إرشاد وذلك لتقريب الجمهور في إسرائيل من الطبيعة. الغابات التابعة للصندوق القومي الإسرائيلي مفتوحة امام الجمهور مجاناً بدون دفع طوال أيام الأسبوع. يسمح الصندوق القومي الإسرائيلي للجمهور بالمبيت في الميدان في قسم من الغابات ومواقف التخييم، وذلك للأفراد والمجموعات.
تصوير: أرشيف الصور التابعة إلى الصندوق القومي الإسرائيلي

من أجل الجمهور العام

يرى الصندوق القومي الإسرائيلي في الغابات التابعة له والمناطق التي يُديرها، إلى جانب أهميتها البيئية، أهمية اجتماعية أيضاً. يهتم الصندوق القومي الإسرائيلي بإتاحة مواقف التخييم، تأهيل مسارات للتنزّه ومطلات للأشخاص أصحاب الإعاقات، لكي يستمتعوا هم أيضاً بالتنزّه في أحضان الطبيعة.

يعمل الصندوق القومي الإسرائيلي على الربط بين المجتمع والطبيعة من حوله. إحدى الأدوات لذلك هي الغابة الجماهيرية، التي تستغل الأحراش والغابات التي يغرسها الصندوق القومي الإسرائيلي بالقرب من البلدات السكنية الحضرية والقروية. الغابة الجماهيرية هي شراكة بين الصندوق القومي الإسرائيلي والمجتمع والسلطة المحلية. يحصل ممثلو السكان على أدوات لمعرفة الغابة المجاورة للبلدة التي يسكنون فيها، والصندوق القومي من جهته يطوّر فيها مسارات للتنزّه ومسارات للمشي الصحي ومنشآت وفقاً لاحتياجات السكان.
تصوير: أرشيف الصور التابعة إلى الصندوق القومي الإسرائيلي
يقيم الصندوق القومي الإسرائيلي متنزّهات في المدن والقرى في جميع أنحاء إسرائيل. هذه المتنزهات تمنح السكان مكاناً للراحة والسكينة وتقوي الرابط بين السكان ومكان سكنهم.

يبادر أيضاً الصندوق القومي الإسرائيلي إلى إقامة حملات جماهيرية شعبية من أجل البيئة مثل يوم النظافة العالمي وحملة " تبني شجرة السنط" والتي يجمع سكان العربا المتوسطة خلالها بذور أشجار السنط، وبمساعدة الصندوق القومي الإسرائيلي تتم زراعتها بحيث تُنبت الأشتال التي تُزرع فيما بعد بدلاً من الأشجار التي انقرضت. كما يعرض الصندوق القومي الإسرائيلي إطراً للتطوع للأشخاص الذين يرغبون في التطوع بشتى المجالات من أجل البيئة والمحيط الذي يسكنون فيه.

مشاريع

أقام الصندوق القومي الإسرائيلي حتى قبل قيام الدولة مشاريع ريادية وكان شريكاً فيها، والتي غيّرت الواقع.

من بين هذه المشاريع إقامة بلدات حوما ومجدل (1936-9)، إنشاء ثلاثة مطلات چڤولوت وبيت إيشيل ورڤيڤيم (1943) وإقامة 11 نقطة في النقب (1946).

منذ ذلك الحين وحتى العقد الثاني من القرن ال 21، نفذ الصندوق القومي الإسرائيلي آلاف المشاريع على أرض إسرائيل. من بين هذه المشاريع إقامة المطلات في الجليل، شق طرقاً أمنية في حدود إسرائيل، تهيئة الأرض للزراعة والسكن في العربا والجولان والنقب، تطوير مساحات عامة في البلدات، إقامة حواجز حماية في البلدات المحيطة، ووضع البنية التحتية لإقامة البلدات التي تستوعب السكان الذين أخرجوا من " غوش قطيف".
تصوير: أرشيف الصور التابعة إلى الصندوق القومي الإسرائيلي

تبرع وتكريم

تعمل وحدة تجنيد الموارد في الصندوق القومي الإسرائيلي في العقد الثاني من القرن ال 21 في أكثر من 55 دولة وتحافظ على العلاقة مع المنظمات اليهودية في أرجاء العالم. نحو 35 مكتباً تابعاً للصندوق القومي الإسرائيلي (منظمات أصداء مستقلة خارج البلاد) والتي تمثّل جاليات مركزية لليهود خارج البلاد، على علاقة مباشرة ودائمة مع المندوبين في مقر الوحدة في أورشليم القدس ومع مندوبي الصندوق القومي الإسرائيلي في أنحاء العالم.

الوحدة مسؤولة عن تجنيد أموال التبرعات للمبادرات المشتركة للمجموعات والأفراد التي تجرى في إسرائيل من أجل سكان البلاد. تجنيد التبرعات من أجل نشاط الصندوق القومي الإسرائيلي هو وسيلة لربط الشعب اليهودي مع أرضه. تعنى الوحدة بالميراث الذي اختار أصحابه التبرع به لنشاط الصندوق القومي الإسرائيلي، تحافظ على العلاقة مع أصحاب الميراث وتهتم بتكريم المتبرعين – بإقامة المراسم والتسجيل في سجلات التكريم، مرافقة زيارات المتبرعين والوفود من خارج البلاد، ووضع لافتات تكريم لائقة بالمتبرعين.
تصوير: أرشيف الصور التابعة إلى الصندوق القومي الإسرائيلي