تاريخ الصندوق القومي الإسرائيلي حسب العقود

في العقد الأول من القرن الحادي والعشرين كثّف الصندوق القومي الإسرائيلي (كاكال) نشاطه لتطوير الغابات والبيئة مع السعي للمساعدة في تحقيق الأهداف القومية لدولة إسرائيل. تم توجيه العديد من الموارد لتطوير البنى التحتية في الضواحي وللتعليم اللامنهجي. مع وجهه نحو العقد الثالث عشر من نشاطه، والذي يبدأ بمرور 120 على تأسيسه، يواصل الصندوق القومي الإسرائيلي العمل لتحقيق الأهداف التي ستدفع إسرائيل قُدُماً والمساهمة في تحسين جودة حياة مواطنيها.

منذ بداية القرن الحادي والعشرين يستثمر الصندوق القومي الإسرائيلي (كاكال) جهوداً كبيرة في تطوير مُستدام والحفاظ على البيئة، وذلك من منطلق القلق والاهتمام بجودة حياة الأجيال القادمة. كما يتم التركيز على تقريب الجمهور إلى الغابات ومواقف التخييم وإيجاد حلول في أحضان الطبيعة في مجال الثقافة وملء أوقات الفراغ للسكان الذين ازدادت كثافتهم السكانية.

استعداداً لليوبيل المئوي لتأسيسه، بدأ الصندوق القومي الإسرائيلي مشروعاً لترميم الحولة، يساعد في تشغيل القادمين الجدد والعاطلين عن العمل في الغابات وفي تطوير المواقع السياحية، يستمر في مساعدة مرفق المياه في إسرائيل، يساهم في تطوير بلدات النقب في إطار مشروع "النقب في تطوّر" ويأخذ على عاتقه إعادة الحياة للأودية في إسرائيل. تمت في هذا العقد المصادقة على المخطط التفصيلي القطري للغابة وغرس الغابات (تاما 22) والذي يمنح حماية مؤسساتية للغابات القائمة والمستقبلية

وسّع الصندوق القومي الإسرائيلي في هذا العقد نشاطه في مجال غرس الغابات، أجرى أشغال بنية تحتية للسياحة في جميع أنحاء البلاد، زاد مساعدته لمرفق المياه كمهمة وطنية، أجرى أشغال تصريف للمياه في عيمق يزراعيل - مرج بن عامر وذلك بهدف إعادة الخصوبة للتربة المالحة فتكون أرضاً زراعية وتساهم في استيعاب المجموعات الكبيرة من القادمين الجدد من الاتحاد السوفييتي واثيوبيا.

نشاط الصندوق القومي الإسرائيلي في هذا العقد شمل توسيع البنية التحتية لعشرات البلدات في جبال الجليل ويهودا، تحضير الأرضية لبلدات في منطقة شالوم شمالي النقب ( منطقة هبسور) في النقب الشمالي الغربي، ومتسابيم في الجليل، زيادة أعمال تشجير الغابات (يصل عدد الأشجار في غابات الصندوق القومي الإسرائيلي إلى مئة مليون) وإقامة متنزهات لرفاهية المستجمين في أحضان الطبيعة.

في بداية هذا العقد تم توقيع اتفاقية بين الصندوق القومي الإسرائيلي وحكومة إسرائيل والتي بموجبها الصندوق القومي الإسرائيلي هو المسؤول عن تطوير وتشجير الأراضي في إسرائيل. تميز نشاط الصندوق القومي الإسرائيلي خلال هذه الفترة بتجهيز الأراضي في المناطق الحدودية والمباشرة بغرس غابة يتير شمال النقب. هذه الغابة التي زُرعت في منطقة اعتُقد في البداية أنه لا يمكنك الزراعة فيها بسبب شح الأمطار، هي اليوم أكبر غابات إسرائيل. يطور الصندوق القومي الإسرائيلي في هذه المنطقة ايضاً منطقة موديعين للاستيطان

قام الصندوق القومي الإسرائيلي خلال هذه الفترة بحملة تجفيف الحولة وتابع عملية تشجير كثيفة في الجليل الأعلى وفي المنطقة الجبلية حول أورشليم القدس حيث زرع فيها "غابة القديسين هكدوشيم" إحياء لذكرى ضحايا الهولوكوست. في ممر أورشليم القدس أقام الصندوق القومي الإسرائيلي الممر الجبلي لاستيطان القادمين الجدد.

لم تمنع حرب الاستقلال الصندوق القومي الإسرائيلي من الاستمرار في المجهود الاستيطاني: بمساعدة الصندوق القومي الإسرائيلي أقيمت في النقب ثلاثة مطلات وإحدى عشرة نقطة استيطانية، وبذلك تم ترسيخ حقيقة ان النقب هو جزء من أرض إسرائيل اليهودية. ساعد الصندوق القومي الإسرائيلي البلدات النائية وأصبحت الجهة الأكثر نشاطاً في تقوية بلدات النقب.

رغم اندلاع الأحداث خلال الأعوام 1936-1939، تابع الصندوق القومي الإسرائيلي مشروع التشجير وساهم في إقامة البلدات "حوما ومجدل". خلال هذا العقد حارب الصندوق القومي الإسرائيلي أحكام " الكتاب الأبيض" التي تمنع بيع الأراضي لليهود في غالبية أجزاء البلاد، واشترى أراض في النقب وجبال أورشليم القدس.

احتفل الصندوق القومي الإسرائيلي بمرور 25 عاماً على إقامته. تحت رئاسة مناحيم أوسيشكين انتقل المكتب الرئيسي التابع للصندوق القومي الإسرائيلي إلى أورشليم القدس، والمنظمة وسعت نشاطها في مجال شراء الأراضي والتشجير والاستيطان. تأسست حركة المعلمين من أجل الصندوق القومي الإسرائيلي في هذا العقد وبدأت نشاطها في المدارس.

خلال العقد الثاني لوجود الصندوق القومي الإسرائيلي قام الصندوق بتوسيع نطاق عمله، وبالإضافة إلى شراء أراض في أرض إسرائيل، عمل أيضاً على استيطان الأراضي التي تم شراؤها بمؤسسات تعليمية. بداية مشروع التشجير التابع للصندوق القومي الإسرائيلي كانت أيضاً في هذا العقد.

تقرر في الكونغرس الصهيوني الخامس الذي التأم في بازل، سويسرا، في شهر كانون الأول عام 1901 تأسيس الصندوق القومي الإسرائيلي. خلال العقد الأول لتأسيسه، قويت مكانة الصندوق القومي الإسرائيلي كمنظمة هدفها شراء الأراضي في أرض إسرائيل بإسم الشعب اليهودي ومن أجله.